الأحد


بدايته الفنية كانت من أرض العمالقة مصر وبتوقيع من أحد عظماء الفن العربي الموسيقار الكبير بليغ حمدي، ومن لا يرضى بالقليل حتماً لن يرضى به بعد حين لذلك يحرص ضيفنا المتميز لهذا العدد الفنان الإماراتي عبد الله بالخير على دعم خطواته الفنية بحرصه الدائم على إطلالته المتفردة وأداءه المتجدد ليبقى مواكباً لمتطلبات العصر والصورة.في المدينة الرياضية بالعاصمة بيروت التقيناه حيث كان يشارك في مهرجان الفن والكلمة تحت عنوان "لا للطائفية" حيث غنى للبنان بكل حب وأمتع الجمهور بغناء أغنية فيروز القريبة إلى قلبه بحبك يا لبنان يا وطني بحبك.حيث اتفقنا معه فيما بعد على موعد في أوتيل "الفينيسيا" مكان إقامته في لبنان من أجل الحديث عن فنه وبداياته الفنية فكان الحوار التالي والذي بدأناه بالسؤال عن رأيه باللاطائفية المذهبية فقال: الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" والله في هذه الاية الكريمة يدعوإلى التعاون والتكامل بين الناس وعدم التحيز لطائفة دون أخرى، قد يتبع كل إنسان لطائفة معينة إلا أنه يجب أن يعيش في المجتمع ويتواصل مع محيطه بمحبة بعيداً عن الطائفية والانتماء المذهبي.

وأنا اتمنى أن يكون لبنان وطناً للجميع، فالدين لله والوطن للجميع، والكل لديه حقوق وعليه واجبات حيال وطنه. وعلى كل شخص أن يمارس ديانته بعيداً عن أي تجاذب طائفي.

- هل حاولت أن توجه رسالة تحكي عن الانتماء للوطن وإلغاء الطائفية من خلال أعمالك الفنية؟

في دول الخليج والإمارات لا وجود للطائفية لأن الديانة هناك واحدة تقريباً لذلك لا نعاني مشكلة ملحوظة في هذا الجانب وبالتالي لم نغني هذه المواضيع أو نناقشها حتى.

- حدثنا عن آخر أعمالك؟

هي أغنية جديدة قدمتهاهدية لرولا سعد وطوني قهوحي في برنامج "ديو المشاهير" من ألبومي الجديد صورتها في البرنامج لعشاق عبد الله بالخير وأشكر "ديو المشاهير" على هذه المبادرة الجميلة والطيبة.

- لنعود قليلاً إلى الوراء ونتذكر بدايات الفنان عبد الله بالخير التي قد لا يعرفها الجمهور اللبناني أو العربي؟

بداياتي كانت قوية فبعد أن أنهيت دراستي الثانوية طلب مني الأهل الالتحاق بالدراسات الجامعية كالطب أو الهندسة.. في بلادي لكني سافرت إلى القاهرة وقصدت معهد الموسيقى لدراسة بعض الفنون الموسيقية فدربت صوتي على أداء الطبقات المختلفة في الغناء وكما درست الكورال والعزف، لذلك أقمت في القاهرة لفترة طويلة، فأنا أعتبر أن مصر هي أم الدنيا وأم الفن والموسيقى والحضارات.

وبعد امتلاكي لمقومات الغناء قصدت منزل الملحن بليغ حمدي أكثر من مرة طمعاً في رؤيته لإسماعه صوتي والأخذ بيدي لأصعد سلم الغناء من خلال ألحانه العظيمة ولكن وللأسف باءت محاولاتي جميعها بالفشل إلى أن التقيته في منزله وأسمعته صوتي وطلبت منه أن يعطيني لحناً،حيث قال لي آنذاك: أنا سأعطيك شهادة تؤكد على موهبتك الفنية وقوة صوتك ولكني لم اكتفِ بذلك وألححت عليه من أجل منحي لحناً من ألحانه العظيمة، وفعلاً قدم لي بدلاً من اللحن لحنين إيماناً منه بصوتي وموهبتي التي استحوذت على إعجابه حيث غنيت لأول مرة من ألحانه ومن كلمات محمد حمزة أغنية "على هواك".

وهذه كانت الانطلاقة الفعلية لي لأن كل من الملحن بليغ حمدي والشاعر محمد حمزة كانا قد أعطيا كلمات وألحاناً لعمالقة الطرب أمثال عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهم.

- إذاً أنت حصلت على مداميك الغناء من مصر والانطلاقة كانت من هناك،عندما عدت إلى الإمارات كيف تابعت مسيرة الفن وكيف استقبلك الجمهور الإماراتي والخليجي؟

استقبلوني استقبال الفاتحين فالجمهور الإماراتي انتظرني في المطار ورفعوني على الأكتاف مسرورين بي وبالإنجاز الذي حققته بفوزي بألحان لبليغ حمدي.

- ماذا أضافت ألحان بليغ حمدي لشخصيتك الفنية؟

الحان بليغ حمدي أعطتني إحساساً رائعاً وثقة أكبر بالنفس واستطعت من خلال هذه الألحان أن اساوي نفسي بعمالقة الطرب حيث راحت العروض الفنية تنهال علي، فقمت بإحياء الحفلات الكبيرة في العالم العربي وسجلت أجمل الأغاني بأهم الاستديوهات هناك كما تعاملت مع كبار الملحنين والمنتجين. ولفت أنظار الملحنين الكويتيين الذين تساءلوا من هو هذا الإماراتي الذي استحوذ على إعجاب الملحن بليغ حمدي وحصد كل هذه الشهرة فطلبوا أن يتعاملوا معي بعد أن تعرفوا إلى موهبتي عن كثب وقمت بإنتاج عدة أغانٍ هامة مع ملحنين وشعراء كويتيين وهم أضافوا أيضاً بصمة هامة في مسيرتي الفنية.

- بالرغم من أنك اسم كبيروهام في العالم العربي، إلا أنك تمتلك تواضعاًواضحاً لا مثيل له، ما رأيك بالفنان الذي يتعالى على الجمهور؟

على الفنان أن يعرف كيف يتعامل مع الناس وأن لا يصاب بالغرور كي لا يفقد الجمهور لأن الفنان من الناس وإلى الناس، والناس هي من وترفعه وترفع من شأنه من خلال محبتها له، وهذه المحبة لا تأتي فقط من خلال الأداء الفني الجميل بل من خلال التعاطي مع الجمهور بطريقة محببة يدخل معها إلى قلوب الناس بحيث لا يكون فنه وسيلة لكسب المال فقط لأن المال ليس سوى وسيلة للعيش ومن الممكن أن يزول بينما المحبة لا تفنى ولا تزول.

- لنعود لبداياتك ما هي أهم التحديات التي واجهتها مع بداية مسيرتك الفنية.

في بلدي كان كل شيء ممنوعاً وغير مسموح، فالغناء كان عندنا شيءغير محبب،والناس كانت تنظر إلى المطرب نظرة خاطئة فكانوا يظنون أن كل المغنين يتعاطون الخمور والأشياء المعيبة، وحتى استطعت تغيير هذه النظرة احتاج الأمر معي وقتاً طويلاًكنت خلاله محط أنظار الجميع من خلال تصرفاتي ولباسي وغنائي.

- من المعروف أن الفنان عبد الله بالخير أعزب، (نتمنى أن تجد شريكة حياتك في القريب العاجل وترزق بالأولاد) السؤال هو هل توافق أن يكون أحد أولادك فناناً؟

أولاً أنا متزوج الفن وبتصوري أن هذه الاشياء تأتي مع الإنسان وأولادي وأحفادي هم من يقرروا مصيرهم فكل إنسان يلعب دوره في هذه الحياة.

- من ينافس عبد الله بالخير في الوسط الفني بدول الخليج؟

كثيرين ينافسون عبد الله بالخير ولكنني أحاول أن اتفرد وأن أقدم شيئاً مختلفاً ومميزاً عن غيري.

- من هو الرمز أو المثل الأعلى في الفن للفنان عبدالله بالخير في العالم العربي؟

أنا متأثر جداً بالعمالقة الكبار في العالم العربي أمثال أم كلثوم، عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ. كما أنني متأثر جداً بعمالقة الفن في لبنان الذين أتحفوا العالم بأعمال فنية رائعة وخالدة وأذكر منهم العملاق وديع الصافي والشحرورة صباح والسيدة فيروز والمرحوم نصري شمس الدين والموسيقار ملحم بركات... وكل الفنانين الكبار الذين غنوا للبنان ورفعوا اسمه عالياً وبمواهب الأغنية اللبنانية الشعبية التي تتخللها الرقصات والدبكات الجميلة التي تميز اللبنانيين من حيث الأداء والملابس والإيقاع... وعلى الرغم من أن أغاني اليوم جميلة ولكن الفن اللبناني القديم يستهويني أكثر.

- لهذا غنيت عدة مرات أغنية"بحبك يا لبنان" للسيدة فيروز؟

نعم غنيت بكل إحساسي تعبيراً عن حبي للبنان وشعبه، وأنا أقدم تحية للبنانيين الذين يعتبرون لبنان وطناً لي كما أفتخر بأن أكون لبنانياً إضافة إلى فخري ومحبتي لوطني الأم الإمارات.

- ماذا عن الخطوات المستقبلية ورحلة عبد الله بالخير الفنية وإلى أين ستصل؟

أنا أعمل على تطوير فني والاهتمام بشكلي ورونقي في الاداء وأعمل للأفضل والأحسن وأحاول جاهداً عدم العودة إلى لواراء.

- من هي الفنانة العربية التي تحب أن تقدم معها أغنية على طريقة "الدويتو"؟

الفنانة الكبيرة فيروز كما كنت أتمنى أن أقدم دويتو مع الشحرورة صباح وتحققت أمنيتي وعملت معها أغنية "جيب المجوز يا عبود" وهي باسمي "عبودي عبد الله" على أمل أن تتحقق أمنيتي بالعمل مع فيروز فإذا ما تحققت تكون طاقة القدر فتحت لي.

- هل هناك خطوات عملية للقاء فني قريباً مع السيدة فيروز؟

لا ولكني سأحاول جاهداً.

- كلمة أخيرة؟

أشكرك جداً وأشكر مجلتكم الكريمة وأشكر الشعب اللبناني الطيب الذي يستقبلني بحفاوة ويكرمني ويقدرني، فالشعب اللبناني شعب طيب كريم ومضياف وشعب يستحق الحياة لأنه يحب الحياة.

Leave a Reply

Subscribe to Posts | Subscribe to Comments

- Copyright © بليغ حمدي - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -