السبت


ابتعد عن مصر سنتين ورجع لاستعادة نشاطه في عالم السينما والغناء ،تم تكريمه مؤخرا في مهرجان الإسكندرية الدولي للأغنية ،المطرب النجم «وليد توفيق» الذي برّر سبب التأخر بتقديم الأفضل بأنه لن يقبل بعد اليوم إلا الأعمال التي يقتنع بها مائة في المائة ،ولو استغرق ذلك سنوات طويلة،حيث انه هو من انتقد نفسه في بعض الأعمال ،وأيضا دافع عنها في أعمال أخرى ،موضِّحا وجهة نظره من النواحي الفنية والشخصية، في لقائنا مع نجم الأغنية العربية «وليد توفيق»كان لنا معه الحوار التالي: 

ماذا عن أسباب ابتعادك عن الساحة الغنائية؟
 
ـ الإعلام الفساد والقنوات الفضائية التي تذيع الأغنيات التي تصور في غرف النوم ،والكليبات التي يوضع بها العنصر النسائي و السبب واضح ،وهذا يرجع للفساد الإعلامي الذي أنتشر في الآوانة الأخيرة ،وهذا هو السبب الذي جعلني أحارب لوحدي منذ أربع سنوات ،فعندما تقيم مصر اضواء المدينة وتحيي الحفل فنانة لبنانية تستعرض جمالها ومفاتن جسدها ولا تعرف تغني كلمة ولا أُحب أن اذكر اسمها ،ولكن أقول للسادة مسئولي الحفلات الغنائية التي ينظّمها القطاع الإعلامي الحكومي أو التليفزيون المصري : هل تستعين بمثل هؤلاء وتترك مطربات مثل ماجدة الرومي ونجوي كرم ،نحن في حاجة لثورة فنية تهز الأرض وتطرد انصاف المطربات ولا تُبقي إلا الجيد ،وإذا ماكنت أمتلك من الأموال لاقوم بإنتاج أعمالي ،كنت تركت الساحة الغنائية من سنوات،لأننا نعاني من فساد الأغنية والفن .


هل أنت راضي عن أعمالك السابقة؟

 
أرى في  بعض الأعمال اختلاف عن الآخرين، فيها ما كنت أرى أنها لم تكن بالمستوى المطلوب وكانوا يؤكدون لي أنها أعمالٌ جيدة وان وجهة نظري ليست في مكانها ،ومع الوقت أكتشفت أنني كنت على صواب ،فتلك ألاعمال لم تحقق النجاح المرجو منها ،لذلك لم أعد أعتمد على آرائهم بل أتبع حدسي في اختيار أعمالي ولو أستغرَق هذا سنوات .


هل يمكن أن تذكر لنا بعض تلك الاعمال التي لستُ راضياً عنها؟

 
منها فيديو كليب "رجع لي إحساسي" بسبب عدم حضوري للمونتاج ،قامت الشركة المنتجة بوضع خمس فتيات من أوكرانيا بملابس من أجل جعل الأغنية أكثر إثارة ،وحزنت جدا عندما شاهدت الأغنية على القنوات الفضائية، وتمنيت عدم إذاعتها ،كما رفض إضافة العنصر النسائي بالصورة التي يريدها المنتج وصاحب شركة كبيرة عقب تصوير أغنية "أنت مين"، وبالفعل أضاف أكثر من عشر سيدات للكليب ،وعندما اعترضت وقررت الرجوع للعقد ،أتخذ قرارا بعدم عرض الأغنية على القنوات الفضائية ،وأرى أن إضافة الإثارة دليلٌ على  ضعف  إمكانات المطرب الفنية.

لدي أصدقاء من السعودية يتحدثون معي باستمرار وينتقدون الأعمال وأستفيد من آرائهم ..من خلال موقعي على «الفيس بوك».

هل تراهن على خبطة فنية؟
 
بل أراهن على أعمال غنائية وعملٍ سينمائي جديد ،أتمنى أن يُحدِث خبطة، انتظروا "وليد توفيق" الجديد القديم ،لا أُراهن على الجديد فقط بل على الجديد والجميل في نفس الوقت.


أين وليد توفيق من المسرح؟

 
أنا من عشاق المسرح ولكن طبيعتي لا تتلاءم معه ،فلا أستطيع تكرار الحوار والأغنيات كل ليلة على مدى عام على الأقل ،وهذا سبب رفضي تقديم عملٍ مسرحي منذ بداية مشواري الغنائي ،ولكني من عشاق السينما وهي الشاشة الساحرة التي تُخلِّد أعمال المطرب في أذان وأعيُن الجمهور على مدار الأعوام ،ومهما تغيب عن الساحة تُفكِّر المستمع بي.


أين أنت من الدول العربية"حفلات غنائية"؟

 
ـ الحمد لله، أنا موجود في الدول العربية من خلال اعمالي ،فأنا حاولت تقديم تاريخ مشرف ،ولكن سبب غيابي هو الإعلام الخاص،فوجود بعض القنوات الفضائية التي تفرض شروطا معينة لإذاعة الكليب ،ومنها وجود فتيات بلا أسباب بملابس غير محتشمة ،وفي اعتقادي أن هذا لم يكن فنّاً ،بالإضافة لقنوات فضائية تابعة لشركات إنتاج ولكل شركة نجومها ولا تهتم بغيرهم، وبعض المحطات التي تعرض الأغنيات نظير مبالغ طائلة  ولا يمكن التعامل معها ،كما يوجد بعض المحطات المحترمة والتي نتعامل معها ،وجاء الانترنت لإنقاذ المطربين من العصابات التي تحاول أن تظهر بعض النجوم على انهم غير متواجدين على الساحة أو غير ناجحين ،ومن خلال صفحتي على "الفيس بوك" أعرف عدد المعجبين الذين يزورون الصفحة ،والذي أقوم بالرد على تساؤلاتهم واشعر بسعادة بالغة عندما أجد يومياً ما يقرب من ألف رسالة ليؤكد أني موجودٌ مع الجمهور بجميع الدول العربية،  كما إنني لديَّ أصدقاء من السعودية يتحدثون معي باستمرار وينتقدون الاعمال وأستفيد من آرائهم ..من خلال موقعي علي "الفيس بوك".


  نتيجة لثورات الربيع العربي التي اجتاحت الدول العربية ..هل الاغنية أصبحت تختلف عمّا كانت عليه؟

 
ـ الاغنية كما هي تنجح إذا اكتملت بها جميع العناصر الجيدة، الكلمة واللحن والتوزيع ،كما يوجد أصوات في الوطن العربي جيدة ولكن أنصاف المطربين هم من على الساحة ،وذلك يرجع لعدم إصلاح منظومة الغناء في الوطن العربي ،فالفساد بالقنوات الفضائية هو السبب الرئيسي في ابتعاد المطربين الذين يعتبرون الفن رسالة وليس مكاسب مادية  وشُهرة فقط ، ففي الماضي كان هناك خريطة إذاعة لأعمال المطربين يُذاع من خلالها أغنياتي، وكذلك أعمال محمد الحلو وعلي الحجّار وهاني شاكر ومدحت صالح وغيرهم ،وكانت الإذاعة تتوقّف على تصنيف الفنان على مستوى العالم العربي ،فمثلا عندما جئت لمصر لأول مرة كنت أصدرت خمسة البومات، وكان تصنيفي من أوائل مطربي لبنان ،ولكن في مصر خضعت للتصنيف مرة ثانية وحصلت على تصنيفٍ متأخرٍ عمّا كنت فيه ولم أعترض ،أمّا الآن إذاعة الأغنيات تخضع لشروطٍ معيّنة أهمها الإثارة والتركيز على العنصر النسائي والرقص بلا سبب. 


  ما هي الخطة التي وضعتها للرجوع إلى عالم السينما ؟

 
ـ أنا جئت لمصر بعد سنتي غياب لكي أستمع لعددٍ من الملحنين والكُتّاب ،لقراءة العديد من القصص وإذا وجدتُ العمل السينمائي الهادف والغنائي الذي يضيف "لوليد توفيق" عند الجمهور لن أتردّّد لحظةً واحدةً في تقديم عمل سينمائي.
  من هم الملحنون الذين ترغب التعامل معهم ؟
ـ في الماضي كنت أتمنى أن يُلحن لي فريد الاطرش ورياض السنباطي ،أمّا الآن
في خطتي التعامل مع الملحن حلمي بكر ،كما بدأت التعامل مع الملحن الشاب هيثم زياد ،ومازال أمامي برنامجٌ كثيف  بالقاهرة على مدة أسبوع،سوف ألتقي فيه بمجموعة من الملحِّنين ومؤلفي الكلمات لاختيار أفضل مايتناسب معي. 


لماذا أهديت جائزة التكريم لروح الموسيقار الراحل بليغ حمدي؟

 
لأن له أفضال كثيرة عليَّ ،حيث تعلّمت منه الكثير، وتوجيهاته لي كانت الحافز في سرعة صعودي للنجومية ،وفي منزل بليغ حمدي رأيت وجلست مع كبار نجوم الغناء العربي ،والذي كنت أسمع عنهم ،واكثر شخصية تمنّيت أن أراها عبد الحليم حافظ ،حتى حدث هذا في عام 1974..حيث رأيت صورته عندما وصلت مطار القاهرة وتحتها عنوان أغنيته "نبتدي منين الحكاية"،فانبهرت بعبد الحليم حافظ قبل أن أراه ،وعندما دخل وجدت جميع الحضور رجالا ونساءً يقِف لاستقباله كأنه زعيم ،وعندما دخل قام بالمصافحة والحديث مع كلِّ شخص على حِدة  ،وعندما وصل عندي قال :كيف أهل لبنان ؟فأجبت الحمد لله ،وبعدها عزف عليَّ العود وغنى مقطوعة من "أي دمعة حزن لا"..لدرجة إنني بكيت من إحساسة المرهف بالكلمات ،والذي أبهرني، وكذلك جلوس جميع الحضور من الرجال والنساء على الارض حوله وهو جالس على كرسي ،وفجأة قال لي :سمِّعني حاجة ..وكنتُ أجيد العزف على العود بمهارة، ولم أكن واثقا من إمكانياتي كمطرب ،وعزفت أغنيتي "قمر الليل يا قمري "..وإذا به يقول: لا غنِّي ..فغنّيت أغنيتي التي لم تكن معروفة في مصر ،وبعدها وجدته يقول أنت ذكي جداً ،لانك لم تُغنِّ لأي مطرب معروف ولا حتى أنا ،وبعدها أخذني معه الى إحدى الفنادق الكبرى وكنا يوميا نجلس سويا ساعتين على الأقل لكي أتعلم منه.


  هل تعلمت من عبد الحليم حافظ عِلماً بأنه لم يساهم في تعليم أحد من قبل كما يُقال عنه ؟

 
ـ هذا غير صحيح ...بل كان فنانا جميلا ، كان ذا حسٍّ مرهفٍ ومتواضعٍ جدا ،ففي إحدى المرّات وأنا معه كان مدعواً على حفل زفاف ،وإذ بالسائق يأتي له ليركب سيارته المرسيدس ،فرفض ،وقال: أنا مدعوٌ لفرح في منطقة شعبية وظهوري بهذه السيارة يزيد الفجوة بيني وبين أصحاب الفرح ،وركب مع الشاعر حسين السيد سيارته ألفتيات  ،وعندما دخلنا الشارع الذي يقام به الفرح ،وجد الشباب والرجال يحملون السيارة ونحن بداخلها فرحا بقدوم عبد الحليم حافظ ،الذي اخذ من وقته وصحته لكي يسعد أهالي أحد المناطق الشعبية.


  ماهي خطتك المستقبلية ؟

 
ـ قمت بإعداد برنامج بالقاهرة خلال هذا الاسبوع  ثم أعود للبنان ،وسوف أرجع  مرة ثانية للقاهرة على نهاية شهر نوفمبر او أوائل ديسمبر لاستئناف الخطة الموضوعة للعودة لعالم السينما ولتقديم العديد من الأعمال الفنية "كليبات" بمصر ،كما أستعد الآن لإعادة توزيع وتصوير فيديو كليب لبعض الأغاني التي تغنيت بها في أوائل حياتي الفنية ولم توضع في دائرة الضوء ،وهي أغنيات "بنات العشرين"،"لمن هذا الجمال"،"لفت المداين"،كما أن لديّ بعض الأغنيات من تلحيني أفضل بينهم للتصوير .  وهذه الأغنيات لم يصادفها الحظ مثل غيرها و منهم "تيجي نقسم القمر"،"ابوكي مين يا صبية "،"سنة حلوة ياجميل" وغيرها .

Leave a Reply

Subscribe to Posts | Subscribe to Comments

- Copyright © بليغ حمدي - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -