- Back to Home »
- (أخبار) »
- ما حقيقة الأغنية التي «لهفها» بليغ حمـدي من شاعر غنائي تونسي؟؟
الثلاثاء
تعتبر تونس محطة شعرية بارزة في العالم العربي من عهد مصطفى خزندار إلى الجيل الحالي من الشباب مرورا بشاعرنا الخالد أبي القاسم الشابي كما كان للشعر الغنائي حضوره طوال عقود من الزمن من خلال عديد الأسماء الذين كانوا أقطابا بما تعنيه هذه الكلمة من معنى على غرار جعفر ماجد وآدم فتحي وحاتم القيزاني وجميلة الماجري وحسونة قسومة إلى جانب آخرين ممن دونتهم الأغنية التونسية والعربية في سجلها.
ومن لا يعرفون الشاعر الغنائي عزالدين الشابي خصوصا الجيل الجديد فإنه يمثل أحد أبرز شعراء الأغنية في تونس منذ ما يزيد عن الأربعين سنة حيث كان له فضل كبير في ظهور عدة أسماء لامعة في الساحة الفنية التونسية ويعتبرون عناقيد الأغنية في بلادنا كقاسم كافي وأحمد حمزة وصفوة والراحلة علية وغيرهم كثير، انطلقت حكاية عزالدين الشابي مع الشعر الغنائي وهو في عمر الورود لما كان سنه لا يتجاوز الـ14 عاما، ونحن نعلم يقينا أن أبناء الجنوب خصوصا «القفاصة» و«الجريدية» لهم ملكاتهم الخاصة ووحيهم الخاص، ويكفي بنا استرجاع ملحمة الذكريات لأبي القاسم الشابي لنقف على حقيقة أهالي الجنوب، ولنا في زميلنا نورالدين بالطيب خير مثال ومدى عشقهم للشعر... ففي تلك السن الصغيرة كتب عزالدين الشابي أغنيته «عز الجنوب وصحرته وأوهاده» التي قام بتلحينها الموسيقار الحبيب الطرابلسي وهو من أصيلي مدينة صفاقس وعندما قدمها للإذاعة لم يقبلوها منه واستكثروا عليه الكتابة نظرا لسنه الصغيرة، بقيت هذه الأغنية محفوظة سبع سنوات كاملة ليتسلمها فيما بعد الفنان قاسم كافي.. وانطلق بها في مسيرته الفنية حيث كان عزالدين الشابي وراء نجاح الفنان المذكور صاحب «ها الكمون منين» المسروقة ولولاه ما وصل إلى تلك المكانة التي هو عليها الآن هذه حقيقة لا ينكرها عاقل... بدأ اسم عزالدين الشابي يبرز شيئا فشيئا... وتوسعت دائرة معارفه وعلاقاته في الوسط الفني وأصبح التسابق والتلاحق من الفنانين لإقناع عزالدين بالتعامل معهم وتمكينهم من بعض الأغاني... وبطبيعة الحال تلك هي رغبة شاعر مازال في أول الطريق، فكانت «الأيام تجري بينا..» التي غناها أحمد حمزة.. و«للبداية نهاية».. مع المرحومة علية.. وأغنيتين لصفوة هما «هلي هلي..» و«لا لا يامّة».. بخلاف عدة فنانين آخرين كانوا من رواد الأغنية التونسية ومما يذكر عن الشاعر عزالدين الشابي أنه في عام 1974 كتب أغنية «كل كلمة» التي كان في الحسبان أن تؤديها كوكب الشرق أم كلثوم إلا أن ظروفا حالت دون تحقيق هذا الحلم الكبير حيث وخلال زيارة الموسيقار الراحل بليغ حمدي في ذلك العام إلى تونس التقى عزالدين الشابي به وقرأ عليه الأغنية المذكورة التي أعجب بها كثيرا، وتلقى وعدا صريحا بأن يتم دراسة المشروع ومن ثم أخذ رأي أم كلثوم، لكن ذهبت «كل كلمة» إلى القاهرة في حقيبة بليغ ولم يسمع عنها خبرا.. فماذا فعل بليغ حمدي بالأغنية: هل ألقى بها من نافذة الطائرة أم قام بفبركتها وبيعها وقد يكون أهداها لمن كانت تقاسمه الفراش عرفيا؟.. أم أن الموسيقار الراحل جامل الشاعر عزالدين الشابي وأخذ منه الأغنية حتى لا يشعر ببعض النقص والاحتقار الحقيقة أن «كل كلمة» جيدة جدا وإبداع الشابي في الشعر الغنائي لا يضاهيه أحد..