الأربعاء


إبراهيم خليل إبراهيم

 كان الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى عند صديقه الملحن عبد العظيم عبد الحق فحضرت الفتاة التى تعمل فى البيت وقدمت للشاعر عبد الرحمن الأبنودى الشاى وهنا سألها: أسمك أيه ؟ فقالت: أسمى عدويه.. فقال الشاعرعبد الرحمن الأبنودى: سوف أكتب لك أغنية.
بالفعل كتب الأغنية وأعطاها للموسيقار عبد العظيم عبد الحق ليلحنها وذات مرة كان الشاعر عبد الرحمن الأبنودى جالساً مع الأستاذ الشجاعى بمكتبه فحضر بليغ حمدى وعندما علم بليغ حمدى أن هذا الرجل هو الشاعر عبد الرحمن الأبنودى أحتضنه وأبدى إعجابه بأغنية «تحت الشجر يا وهيبة» وعندما استمع لكلمات عدويه أعجب بها وطلبها من الأبنودى ليلحنها وهنا قال له: الكلمات مع عبد العظيم عبد الحق.. وبعد أسبوع أعطى عبد العظيم عبد الحق الكلمات إلى عبد الرحمن الأبنودى دون أن يلحنها وقال: عند تلحين  الكلمات وأقول عدوية تحضر البنت الشغالة ولذا أعطى الأبنودى الكلمات إلى بليغ حمدى ليلحنها.. وتقول كلمات الأغنية:
لما طرحت الشبك طلع الشبك خالى
وإيه يعمل اللى أنشبك فى الحب ياخالى
صياد وخدت البحر رسمالى
صياد ورحت أصطاد صادونى
عدوية
طرحوا شباكهم برمش العين صادونى
يا عدوية
آه يليل يا قمر والمانجة طابت عالشجر
اسقينى يا شابة وناولينى حبة مية
اسمك النبى حرصك إيه
اسمك إيه ردى عليا
عدوية
آه يا عدوية
أوعوا تحلوا المراكب
والله يا ناس ما راكب
ولاحاطط رجلى فى المية إلا ومعايا عدويه
أسمك عدويه يا صبية
ورموشك شط
وأنا طول عمرى غريب فى المية
بتشال وأتحط
يا أم الخدود العنابى
با أم العيون السنجابى
يا مركبى وبحرى ودارى
يا حجاب هاشيلوا فى غيابى
مدى إيديكى خدينى
ولفينى.. اسقينى.. خدينى
والله صورتك تنفع تزين الجرانين
أوعوا تحلوا المراكب
والله يا ناس ما راكب
ولا حاطط رجلى فى المية
إلا ومعايا عدويه
فى إيديا المزامير
وفى قلبى المسامير
الدنيا غربتنى وانا الشاب الأمير
رمشك خطفنى م اصحابى
وانا واد صياد
لفيت بلاد وبلاد
أتاريكى ساكنة النحيادى
يا سلام يا أولاد
من كانى يقول البصادى
تصطاد صياد
دوار يا نسيم الشوق دوار
يا منسينى كذا مشوار
فى الموج محتار
ليل ويا نهار
عدويه اهيه
ضحكتها نهار
عدويه أهيه
شمس وأزهار
أوعوا تحلوا المراكب
والله يا ناس ما راكب
ولا حاطط رجلى فى المية
إلا ومعايا عدوية.. عدوية
 وذات مرة كان بليغ حمدى ومحمد رشدى فى معهد الموسيقى العربية فحضر عبد الرحمن الأبنودى وهنا قال بليغ لمحمد رشدى: أعطى عبد الرحمن الأبنودى حالاً 15 جنيها مقابل كلمات عدوية ويعد هذا المبلغ كبيرا فى الستينيات.. ولحن بليغ حمدى الكلمات وغناها محمد رشدى وانتشرت انتشاراً واسعاً فى مصر والدول العربية والأوروبية.. وعندما استمع الأخوين رحبانى لهذه الأغنية قالا : هؤلاء لو استمروا بهذا الشكل فسوف نتوقف.
يعد محمد رشدي محمد من أشهر من تغنوا بالأغنية الشعبية والموال فى مصر.. وهو من مواليد العشرين من شهر يوليو عام 1932 ‏‏بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية.‏‏‏‏
حفظ القرآن الكريم فى كُتاب القرية وجاء إلى القاهرة‏ والتحق بمعهد فؤاد للموسيقى وتخرج منه عام 1949 وقدم أول أغنية وهى «قولوا لمأذون البلد».
 وسجل للإذاعة ملحمة أدهم الشرقاوى ونجح نجاحاً كبيراً كما مثل محمد رشدى للسينما 6 ‏أفلام. ‏ ‏‏
كون محمد رشدى مع بليغ حمدى والشاعر عبدالرحمن الأبنودى ثلاثياً فنياً عظيماً وكان هذا المنطلق لبداية ‏انتشار الأغنية الشعبية.‏‏
غنى محمد رشدى أغانى دينية ووطنية وقدم فى رمضان أغانى مسلسل ابن ماجه.
 فى عام 1972 زار محمد رشدي المغرب وغنى في حفلة أقيمت على مسرح محمد الخامس بالرباط وقدم ست أغنيات وطلب الجمهور أغنية سابعة ثم ثامنة وكانت الحفلة مقامة في إحدى ليالي شهر رمضان فأحس محمد رشدي أن موعد السحور قد اقترب فأراد أن ينبه الجمهور وبطريقة ذكية أخذ ينشد:
يا عباد الله.. وحدوا الله
أصحى يا نايم.. وحد الدايم
سحور يا صايم
 وتناول الرق من ضارب إيقاع الفرقة وهبط من المسرح يتجول بين الجمهور ينشد والتف حوله الجمهور وخرجوا جميعاً من المسرح وطافوا مع محمد رشدي في المنطقة المحيطة بالمسرح ومخرج الحفل صور هذا الموقف وظل التليفزيون المغربي يذيعه طوال ليالي شهر رمضان في ذاك العام.
قال الشاعر جورج جرداق عن محمد رشدى : أنه فلاح.. حرث الأرض وبذر الحب وفتح المياه ووضع فيها قدميه وأخذ يغني يا ليل.
وقال إحسان عبد القدوس : أنه يمثل اكتمال الشخصية الشعبية المصرية.
 سجل محمد رشدى آخر البوم له بعنوان دامت لمين. ‏ ‏ توفى محمد رشدى فى الثانى من شهر مايو عام 2005‏.
 أما الموسيقار بليغ عبدالحميد حمدي مرسي‏ فهو من مواليد السابع من شهر أكتوبر عام 1932 بحي شبرا بالقاهرة  ووالده كان أستاذاً للفيزياء في جامعة القاهرة التى كانت تعرف بجامعة فؤاد الأول فى ذلك الوقت.
 أتقن بليغ حمدى العزف على العود وهو فى التاسعة من عمره وفي سن الثانية ‏عشرة حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي إلا إن سنه الصغير حال دون ذلك.
 التحق بليغ بكلية ‏الحقوق كما التحق في الوقت نفسه وبشكل أكاديمي بمعهد الموسيقي العربية والذى كان يعرف وقتئذ بمعهد فؤاد الأول للموسيقي. ‏ ‏
 بدأ بليغ حمدى حياته الفنية مطرباً ثم اتجه إلى التلحين وتفرغ له فى عام 1960 بدأ تعاونه مع أم كلثوم في كلمات مأمون الشناوى «أنساك يا سلام.. أنساك ده كلام» ثم استمر تعاونهما وحتى قبيل وفاتها حيث كانت من نصيبه أخر أغانيها «حكم علينا الهوا» التى سجلتها ‏عام 1973 كما قدم مجموعة من أروع الألحان لنخبة من قمم الفن ومنهم عبد الحليم حافظ ووردة وميادة الحناوى وفايزة أحمد وعفاف راضى التى تعد من اكتشافه.
 تعاون بليغ حمدي مع الثنائي محمد رشدي وعبد الرحمن الأبنودي في مطلع الستينات فقدم الفلكلور ‏المصري بكافة أنواعه وأرتامه وجمله الشجية فقدموا معاً عدداً من الأغنيات ومنها عدوية.
 وضع بليغ حمدى الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية.
ويعد من أكثر الموسيقيين تلحيناً لمصر وفي حب مصر كما كتب وغني بعضها بنفسه.
 توفى بليغ حمدى في السابع عشر من شهر سبتمبر عام 1993 م.
وهذه الأغنية عندما كانت تذاع وأنا فى مرحلة الطفولة كنت أردد هذا المقطع «فى إيديا المزامير.. وفى قلبى المسامير.. والدنيا غربتنى وأنا الشاب الأمير» وكان والدى وقتئذ يعمل فى مشروع السد العالى العظيم بأسوان ضمن رجالات شركة المقاولون العرب وكنا نقيم معه فى مدينة أسوان وكنت كلما أردد هذا المقطع خلال وداع أسرة ووالدتى بالشرقية وكانت تبكى خالتى الحاجة بهية عطية رمضان وابنتها زينب ولذا مازلت هذه الأغنية بخاطرى ومازالت ذكرياتها محفورة بعقلى حتى الآن.
 أما الشاعر عبد الرحمن الأبنودى فسوف نتحدث عنه عند حديثنا عن أغنية «يا بيوت السويس».

{ 1 التعليقات... read them below or add one }

- Copyright © بليغ حمدي - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -