السبت






نشرت جريدة "القاهرة" الناطقة باسم وزارة الثقافة المصرية تقريراً عن التجربة الاستثنائية والمدهشة في تاريخ الغناء العربي التي جمعت بين "بليغ حمدي" و "سيد النقشبندي"..وبأمر من الرئيس المصري الراحل "أنور السادات"..

"بليغ" هو الموسيقار "الثورجي" بحق في عالم الموسيقى العربية.. تميز على من عاصروه وصعدوا معه من أمثال "محمد الموجي" ثم "سيد مكاوي" بقدرته على تقديم موسيقى غير تقليدية وغير متوقعة.. يخلط فيها بين الموشحات الأندلسية أحياناً والتراث المصري أحياناً وبين الموسيقى السائدة في زمنه بطريقته الخاصة.. السهل الممتنع ..

"النقشبندي" في رأيي هو أقوى صوت تعامل معه "بليغ" ، وواحد من أقوى الأصوات المصرية على الإطلاق.. وهو بالنسبة لأي ملحن كـ"ليونيل ميسي" بالنسبة لأي مدرب.. يؤدي في أعلى طبقاته بنفس القوة ونفس الإجادة التي يؤدي فيها في أقلها.. عكس أصوات "عريضة" كثيرة حالياً مثل "حسين الجسمي" على سبيل المثال..

وفي وجود صوت قوي وقادر كـ"سيد النقشبندي" قرر "بليغ حمدي" تقديم الأغنية الدينية على طريقته الخاصة .. نَسَفَ الشكل التقليدي للأغنية الدينية ومقاماتها وإيقاعاتها التقليدية ..وأحل بدلاً منها جملاً قصيرة في معظمها قوية في مفعولها.. وأدخل آلات جديدة منها الأورج والجيتار الكهربائي "أقول أمتي- مولاي" .. تنويع في ارتفاع وانخفاض الطبقات لم نعهده - جيلنا على الأقل - في الأغنية الدينية بوجه عام..

"مولاي" أشهر ما قدم الثنائي ومعهما الشاعر الغنائي "عبد الفتاح مصطفى" الذي تخصص في كتابة الشعر الديني بشكل عام .. ولكن لهما أيضاً من الأدعية "ربنا" و"أقول أمتي" *.. ولا أعرف إن كانت تلك الأعمال لا تزال تذاع على موجات الإذاعات المصرية أم لا خاصةً في هذه الأيام..

الأمر المباشر لا يقدم عادةً أشياءً ذات نفع.. لكن لكل قاعدة استثناءات .. كما كان "بليغ" و"النقشبندي" استثنائين في مجالهما منفردين .. ومعاً أيضاً..

Leave a Reply

Subscribe to Posts | Subscribe to Comments

- Copyright © بليغ حمدي - Skyblue - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -